أسعدني أن يكون أول موضوع لي في هذا القسم
أنا وأنت في هذه الدنيا كهوية الغريب ...
نعيش فيها كالأغراب لا نحمل اسم ولا عنوان ...
شخصان غريبان عن العالم ...
جئنا من المجهول ... جئنا من بين شظايا الحرمان ....
و رسينا في هذا المكان ... و أوراق الشجر تحركها الرياح ...
و جو قارص تفسره الأيام ... تلك الليلة .. أنا وأنت نمشي وحيدان ...
والكل في سكون ... ظلام الليل يجتاحنا و همسات الرياح تداعبنا ...
و بنسماته تتمايل معنا وتتحرك معها أوشحتنا ... وهواء يتراقص من حولنا
وفي لحظة اختفيت عني ... اختفيت كالسراب ... صرت وحيده .. أمشي و لا أحد معي ...
أصبحت كالتائهة ... ظلام حالك يجتاحني ... ومعطفي يتطاير ... ظلام من حولي وخوف يتسللني ...
أمشي من بين الجدران في تلك الليلة كالغريبة .. والبرد في ازدياد ...
ومعطفي لم يعطني قطرة من الدفء ...
تخيل معي كيف كنت و أنا في تلك الليلة ... تخيلني وسط الظلام ... وبرد الجو يجمدني ...
تخيل خطوتي و أنا حافية القدمين ... و برودة الأرض تدميني ... و أبحث عن قطرة ماء ترويني ...
لعل القمر يظللني ويواريني ... كنت أبحث عن روحي الأخرى ... سرت وحيدة ...
وكأن الأيام تقول لي: أنتي غريبة بلا اسم ولا هوية ... الخوف خرق قلبي وسيطر على كياني ...
إلى أن أتى النور ومد يده لي وقال : مدي يدك إلي أنا النور الذي تبحثين عنه ..
وسأخرجك من هذا الحرمان ... النور الذي سيمسح تلك الدمعة التي على وجنتيك ..
أنا النور الذي سيذوب ذلك الألم وسأبدله بالفرح ....
و فجأة قال لي : أنتي ذلك النور الذي ترينه...
لأنك كالطفلة البريئة ذات البسمة الخفية لانك الفتاة الأبية ...